وداع قلب... قصة قصيرة
جلس وحيدا في شقته، يراقب السكون، بعد أن كان ممتلئا بأصوات العائلة، ينظر حوله فتحزنه التفاصيل الصغيرة التي ابدعتها زوجته، و قد بدأت تتلاشا بسبب الفوضى التي يحدثها... الزوجة روح البيت ... (قال محدثا نفسه)... تذكر طفليه، حين دخل الغرفة الصغيرة، جلس القرفصاء ..، أمسك لعبة السيارة دفعها فسارت بخط عشوائي لتصطدم بالكرة ... سمع ضحكت ولده ، احتضنه، وقبله، لكنه لم يمسك سوى الفراغ و الخيالات...
............
تلاقت العيون بحزن على طاولة العشاء.
هي تذرف دموع الوداع ، كانت تدرك أن هذا هو الحل، تنظر الى وجه زوجها، الذي أعياه هذا الزمن الفارغ.
- سألها: ما ذا بك يا حياة؟
-لست جائعة .
ثم نهضت لتراقب طفليها النائمين ... تشد غطاء مجد إلى صدره، و تمسك يد كريم تقبلها ثم تذهب إلى المطبخ فترى زوجها قد أنهى العشاء.
- قال لها بقلق: لم تأكلي.
قدرنا أن نعيش هكذا، لماذا؟ قالت وقد اجهشت
إحتضنها.. قبلها ثم قال ، يجب أن تعلمي أني مجبر على هذا، كل الطرق سدت أمامي، أجرة الشقة غالية جدا، أنت لم تحصلي على عمل بعد، والمصروف صار كبيرا... ثم أضاف كطائر مذبوح، سترجعين إلى البلد ريثما أبحث عن عمل لك مرة أخرى.
-سنة أخرى من الفراق، قالت بحرقة.
-قال (وهو يهز رأسه): أعرف...
-غدا السفر إذا.
- نعم غداً، أضاف.
حاول أن يصنع إبتسامة على وجهه. ثم قال لها: أتحبيني.
قالت (بدلع) : لا
قال: اذا أهربي قبل أن أمسك بك
ركضت نحو الغرفة.
لحقها...
أزاح حقائب السفر عن السرير... وأمسك بها.
...........
يقف... يدور في الشقة حائرا، وحيدا... يستلقي على الأريكة تارة، يذهب الى المبطبخ، ويخرج ما بقي من عشاء البارحة ، يسخنه ، ثم يتناوله، و صور العائلة لا تفارقه, شعر أنه صار يميل كجدار قديم، سينهار دفعة واحد لو خانته الحياة مجددا.
تلك الأحلام التي نسجها قبل أن يسافر نحو الغربة، صارت تذوب و تتبدد، ثلاث سنوات، يحلم ببيت له في الوطن، لكن كل ما بناه الانكسارات، فلا هو قادر أن يعود خاليا، ولا هو قادر أن يعيش مع اسرته في تلك البلاد الحارة.
.................
ساعات الصباح تتساقط في نفسه كالخريف ... هو الوداع اذا... وضع يده على وجه زوجه التي أمالت برأسها ليستلقي فوق كفه، مسح دمعة انسكبت فوق خدها بإبهامه...
ثم قال بحنان
- انتبهي على نفسك و الأولاد
- ....(صمت)
- يجب أن تذهبي، هذا نداء الركاب الأخير.
حضن ولديه... قبلهما
- كونا عاقلين.
ثم رافق زوجته، نحو قاعة المغادرين، رفع يده مودعا (باي ). لم يقل كلمة أخرى ، لأن أي حرف كان سيشعل الحرائق.
.................
سامحونا القصة منشوره سابقا
جلس وحيدا في شقته، يراقب السكون، بعد أن كان ممتلئا بأصوات العائلة، ينظر حوله فتحزنه التفاصيل الصغيرة التي ابدعتها زوجته، و قد بدأت تتلاشا بسبب الفوضى التي يحدثها... الزوجة روح البيت ... (قال محدثا نفسه)... تذكر طفليه، حين دخل الغرفة الصغيرة، جلس القرفصاء ..، أمسك لعبة السيارة دفعها فسارت بخط عشوائي لتصطدم بالكرة ... سمع ضحكت ولده ، احتضنه، وقبله، لكنه لم يمسك سوى الفراغ و الخيالات...
............
تلاقت العيون بحزن على طاولة العشاء.
هي تذرف دموع الوداع ، كانت تدرك أن هذا هو الحل، تنظر الى وجه زوجها، الذي أعياه هذا الزمن الفارغ.
- سألها: ما ذا بك يا حياة؟
-لست جائعة .
ثم نهضت لتراقب طفليها النائمين ... تشد غطاء مجد إلى صدره، و تمسك يد كريم تقبلها ثم تذهب إلى المطبخ فترى زوجها قد أنهى العشاء.
- قال لها بقلق: لم تأكلي.
قدرنا أن نعيش هكذا، لماذا؟ قالت وقد اجهشت
إحتضنها.. قبلها ثم قال ، يجب أن تعلمي أني مجبر على هذا، كل الطرق سدت أمامي، أجرة الشقة غالية جدا، أنت لم تحصلي على عمل بعد، والمصروف صار كبيرا... ثم أضاف كطائر مذبوح، سترجعين إلى البلد ريثما أبحث عن عمل لك مرة أخرى.
-سنة أخرى من الفراق، قالت بحرقة.
-قال (وهو يهز رأسه): أعرف...
-غدا السفر إذا.
- نعم غداً، أضاف.
حاول أن يصنع إبتسامة على وجهه. ثم قال لها: أتحبيني.
قالت (بدلع) : لا
قال: اذا أهربي قبل أن أمسك بك
ركضت نحو الغرفة.
لحقها...
أزاح حقائب السفر عن السرير... وأمسك بها.
...........
يقف... يدور في الشقة حائرا، وحيدا... يستلقي على الأريكة تارة، يذهب الى المبطبخ، ويخرج ما بقي من عشاء البارحة ، يسخنه ، ثم يتناوله، و صور العائلة لا تفارقه, شعر أنه صار يميل كجدار قديم، سينهار دفعة واحد لو خانته الحياة مجددا.
تلك الأحلام التي نسجها قبل أن يسافر نحو الغربة، صارت تذوب و تتبدد، ثلاث سنوات، يحلم ببيت له في الوطن، لكن كل ما بناه الانكسارات، فلا هو قادر أن يعود خاليا، ولا هو قادر أن يعيش مع اسرته في تلك البلاد الحارة.
.................
ساعات الصباح تتساقط في نفسه كالخريف ... هو الوداع اذا... وضع يده على وجه زوجه التي أمالت برأسها ليستلقي فوق كفه، مسح دمعة انسكبت فوق خدها بإبهامه...
ثم قال بحنان
- انتبهي على نفسك و الأولاد
- ....(صمت)
- يجب أن تذهبي، هذا نداء الركاب الأخير.
حضن ولديه... قبلهما
- كونا عاقلين.
ثم رافق زوجته، نحو قاعة المغادرين، رفع يده مودعا (باي ). لم يقل كلمة أخرى ، لأن أي حرف كان سيشعل الحرائق.
.................
سامحونا القصة منشوره سابقا