منتدى كركبات
أهلا بكم زوارنا الكرام في منتدى كركبات

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى كركبات
أهلا بكم زوارنا الكرام في منتدى كركبات
منتدى كركبات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى كركبات

كركبات إجتمــاعية و ثقافيــــة

أهلا بكم في منتدى كراكيب ...
منتيات كراكيب السويداء ترحب بكم .. أصدقائنا في المهجر ودول الاغتراب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

العفريت ......

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1العفريت ...... Empty العفريت ...... الثلاثاء يونيو 03, 2008 11:42 pm

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

بدأت القصة عند زيارتي للأهل في مدينتي حيث كنت أقطن في العاصمة وأدرس في الجامعة وكانت زياراتي لمدينتي وأهلي تكاد تكون سنوية ولمدة لا تتجاوز اليومين .
وفي ذلك اليوم بعد وصولي لمنزل والدي وبعد أن ارتحت من عناء السفر جلست في فناء البيت المطل على حديقة للمنزل أحتسي الشاي واذ بشاب يقبل علي ويمر من جانبي لا ينظر الي حتى …….ويدخل الى غرفة مجاورة – كان والدي يؤجرها –
وعندها استغربت سلوكه في عدم رمي التحية والسلام أو حتى النظر الي وهو ما جعلني أسارع لوالدي بسؤاله عن هذا الشاب فأجابني : أنه شاب اسمه اسامة ….. من قرية …. من قرى المدينة وهو يعمل موظفاً في مؤسسة المياه في مركز المدينة وقد استأجر تلك الغرفة منذ شهرين
ولكن والدي سألني

- ما سبب سؤالك يا زوربا ؟.
فأجبت : فضول فقط..!
وبعد تلك الحادثة صار عندي فضول بالتعرف على هذا الشخص وصرت كلما خرج من غرفته أو دخل أبادره أنا بالسلام والتحية وكان يرد علي بكل برود لم أقابل به من قبل …وبقيت هناك على غير العادة ولأول مرة.... لمدة اسبوع كامل حتى استطعت أن أكسب وده وأن يدعوني لغرفته المستأجرة ذات مساء وأن أتبادل معه الحديث وبعد فترة أسبوع آخر أصبحنا أصدقاء بصعوبة بالغة وهنا بدأت القصة.....

بينما كنا نتبادل الأحاديث... فسألته :

- زوربا : أسامة أراك متجهم الوجه دوماً مع أن ملامح وجهك وتفاصيله لا يجب أن توحي بهذا الحزن؟؟؟؟.

- اسامة : يا صاحبي أنا في الحقيقة لم أكن بهذا الحزن لكن….

- أنا : لكن ماذا ؟؟؟

- أسامة : كل ذلك بسبب وبدأت الكآبة تغطي وجهه وشاركت يده بحركة مشابهة

- أنا : ما هي قصتك أخبرني بها ...



- أسامة : يا صاحبي سأخبرك قصتي لعل حزني هذا تجد له تبريراً في نفسك وتعذرني حقاً ...



- أنا : كلي آذان صاغية ..



- أسامة : أنا ابن قرية جميلة من القرى الجنوبية اسمها .... وابن عائلة ريفية فقيرة الحال بذل والدي كل ما بوسعهم حتى اتخرج من المدرسة الثانوية وأسجل في المعهد التجاري في جامعة دمشق وكنت قد استأجرت غرفة صغيرة في أحد أحياء ضواحي دمشق - في التضامن – وقد كانت حياتي جداً جميلة وقد لفها روتين جميل من الذهاب للمعهد صباحاً والعمل مساءً - حيث عملت موظفاً في جريدة البعث في دمشق – وكانت الحياة في دمشق لا تخلوا من بعض الطقوس الشخصية فقد كنت أحب فتاة - اسمها نادية - تدرس في مدرسة قريبة فكنت أوصلها للمدرسة صباحاً - قبل ذهابي للمعهد – وأعود لاوصلها لشارع قريب من بيتها – عند قدومي من المعهد –
وكما كنت على علاقة مع أرملة لها ثلاث أطفال صغار كان بيتها يجاور غرفتي - في التضامن - وكانت كبلسم يداوي ليلاً حالكاً كنت لا أحب أن أعيشه وحيداً......
وكنت يا صديقي في ما مضى شخصاً يملك أصدقاء أوفياء نمضي كل يوم جمعة في ضحك وجلسات لا تخلوا من الفرحة والبهجة وكنوا دوماً يفتقدون وجودي اذا غبت في يوم عنهم لأنهم كما كانوا يدعونني - ملك الجلسة – لأن الظحك لم يكن يفارقني وناهيك عن النوادر وسرعة البديهة في الردود المضحكة ...
وكان أقربهم الي صديقي ( أدهم ) صديق طفولتي الذي كان يقطن في حي مجاور وكان مدفن اسراري كما كنت أنا له كذلك.....
أنا : حياة فعلاً هادئة ورتيبة وممتعة ..
اسامة : صحيح ولكن ... – واشعل لفافة تبغ خرج منها دخان يكفي ليشعل ألف سؤال وسؤال ؟؟؟



- أنا : ماذا حدث ....؟

2العفريت ...... Empty رد: العفريت ...... الثلاثاء يونيو 03, 2008 11:42 pm

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

- اسامة : كانت قصة رهيبة ...كانت كابوساً ... – أطفأ لفافته وبدأ يقص قصته –
كان يوم جمعة وكنا كالعادة نختار مكاناً أنا ورفاقي لنذهب اليه ونشرب الشاي والنرجيلة وكانت اختيارنا على - قهوة النوفرة – حيث جلست أنا وأصدقائي الأربعة نتبادل الحديث والضحك والنوادر وأخذ كل واحد يحكي بطولاته الغرامية حيناً وبطولاته في الصف الدراسي حيناً وكانت قهقهتنا تملاً المكان غير آبهين سوى بلحظة سعادة قد لا تتكرر...
وفجأة توقف أحد أصدقائي عن الضحك وهمس في اذني

- صديقي : هيه اسامة سأقول لك شيئاً .. لكن لا تنظر الى حيث أشير اليك ...حسناً...



- اسامة : ماذا تريد ان تقول ؟؟



- صديقي : هناك على تلك الطاولة ... المجاورة ...
اسامة : نعم ... ماذا هناك ؟؟؟
صديقي : هل ترى ذاك الشاب القبيح هناك .... لا تنظر اليه فجأة ..حسناً
وبحركة غير مشبوهة ينظر اسامة ....



- اسامة : نعم ... أراه ما به ...



- صديقي : انه ينظر اليك منذ أن جلسنا ..... وأعتقد أنه يستمع الينا أيضاً فعلامات وجهه تضحك اذا ضحكنا و...



- اسامة : - ينظر الى الشاب مرة اخرى فيجده يبتسم له – لعله قد شبه علي شخصاً يعرفه لعله...
وعندما انتبه اصدقائي للحديث بيني وبين صديقي هذا سألوا عن سبب التهامس ولكنني موهت عن الموضوع بقصة حدثت معي في العمل .....
وبعد ساعة من جلوسنا في تلك القهوة ... هممنا بالرحيل وكنت قد نسيت موضوع هذا الشاب كلياً لأني اعتبرته عادياً ولكن...



- زوربا : لكن ماذا ؟؟؟؟؟

- أسامة : حدث أن خرجنا من القهوة فاذا بيد تربت على كتفي وصوت مبحوح يناديني ويستوقفني



- لو سمحت ... لو سمحت ...



- اسامة : أنا ..



- الغريب :نعم أنت ....لوسمحت سيد اسامة ..



- اسامة: هل تعرفني ؟؟!
(وانتبه اصدقائي .. فاقتربوا بسرعة بلحظة وسألوني )



- ماذا حدث اسامة ؟؟؟ هل هناك شئ؟؟؟



- اسامة : لا شئ ...لا شئ
يعيد اسامة سؤاله لذاك الشخص

- اسامة:هل تعرفني ؟؟
يأخذ الغريب اسامة على جنب ويقول له



- الغريب: بصراحة أنا لا أعرفك ولكني منذ حضوركم للقهوة وأنا اراقبك واستمع الى كل احاديثك وعذراً ، وقد شدني حضورك وكلامك واحببت أن اتعرف عليك واعرفك على نفسي ، آسف على الازعاج ،أنا اسمي محمد



- اسامة : ما في مشكلة ولكن من اين تعرف اسمي ؟



- محمد Sad بابتسامة اعتذار وخجل ) لقد سمعتهم ينادونك باسمك أكثر من مرة ... تشرفت بمعرفتك ..



- اسامة: على الرحب والسعة ، تشرفنا
وغادر والابتسامة على وجهه...
وسألني اصدقائي عما دار بيني وبين الغريب فقلت لهم



- اسامة الظاهر انه واحد مجنون ها...ها...
وريثما ذهب كل واحد في طريقه وعندما وصلت غرفتي المستأجرة نمت نوماً عميقاً نسيت معه كل ما حدث معي كأن شئاً لم يحدث ...



- زوربا: وماذا حدث بعدها يا اسامة.؟



- اسامة : في صباح اليوم الثاني استيقظت كالعاد.ة...... وذهبت لأوصل ( ناديا حبيبتي ) الى المدرسة ....وريثما ذهبت الى المعهد.... ورجعت منه...... واوصلت ( ناديا ) الى البيت........ وبعدها ذهبت الى العمل في الجريدة مساءً....... وعدت من العمل ....وعندما دقت الساعة الثانية عشر ليلاً وكان موعدي مع ( عشيقتي ) الارملة
فكانت تعطيني اشارة ان آتي وأدخل منزلها ( عندما تطفء الضؤ وتشعله ) فهممت بالخروج من غرفتي الى بيتها الذي يفصلني عنه شارع ضيق يفصل المنازل عن بعضها ...ولكن .. فجأة وبدون سابق انذار ..



- زوربا: ماذا حدث ؟

3العفريت ...... Empty رد: العفريت ...... الثلاثاء يونيو 03, 2008 11:43 pm

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

- اسامة: رأيت شخصاً يتكيء على عامود الكهرباء عند رأس الحارة وينظر الي ويبتسم .... لم ادقق في ملامحه كثيراً ولكنني سارعت بالدخول الى منزل عشيقتي الارملة بعد أن طرقت الباب بسرعة وقوة كأني أهرب من شيء ، وفتحت عشيقتي الباب ووجهها متلهف لمعرفة سبب الطرق السريع على الباب وامسكت بي وأخذت تهدء من قلقي وتسألني عن سبب القلق ..... لم اجب بل اكتفيت بالنظر حولي ... وقلت لها

- اسامة: سأذهب

لم أسمع ما قالت لي بل فتحت الباب وأخذت عيني تتوجه تلقائياً لعامود الكهرباء ولكني لم اجد أحداً هناك وتلفت بعدها يميناً وشمالاً وعندما لم اجد اي آدمي سارعت الى غرفتي وانا أتصبب عرقاً وأحسب أخماسي وأسداسي في هوية ذالك الشخص .......وفي سبب وقوفه تحت ذلك العامود ....وفي هذا التوقيت بالذات ... وفي ألف سؤال وسؤال ...أخذ يباغت وسادتي قبل أن أغفو وأستيقظ على صوت طلاب المدارس في الحارة يذهبون الى مدارسهم ...فتذكرت فجأة أني لم أصطحب نوال اليوم الى المدرسة وتأخرت عليها وهممت مسرعا ً لأرتدي ثيابي .. وأخرج من الغرفة وأركض في الشارع حتى وصلت لـ ناديا فوجدتها بانتظاري ... فاعتذرت منها وبررت لها أني كنت أدرس البارحة ولم استيقظ باكراً بسبب الدراسة ....... وسرنا في طريقنا الى مدرستها وعندما وصلنا .. سلمت عليها مودعاً ولكنها بادرتني بالقول

- ناديا:حبيبي أريد أن اخبرك بامر لكنه قد يزعجك ؟....



- اسامة:ما هو حبيبتي؟



- ناديا:لقد لا حظت أن هناك شخصاً يتبعنا منذ ان خرجت من البيت ورافقتني..، وأشارت برأسها لكي التفت الى الخلف
فالتفت بسرعة ولكني لم أجد أحداً
وأخذت تقسم أنها كانت ترى شخصاً أجعد الشعر .. قبيح المنظر يلحق بنا ..
ولكني طمنتها وقلت لها:



- اسامة:لعلك واهمة حبيبتي فربما شخص عادي يمر في نفس طريقنا ...!!!
وغادرتها الى المعهد مثقلاً بكابوس جديد وسؤال لم أجب عليه حتى الآن ؟؟؟ من يكون ؟؟؟ وماذا يريد مني ؟؟
وعند عودتي من العمل ليلاً ... وهممت بدخول الحارة ... وجدت شخصاً يقف أمام غرفتي ...
وكان أشعث الشعر ... غير حليق للدقن ... ثيابه تدل على عدم أهميته ... وعندما اقتربت منه أكثر تذكرته

- نعم أنه ....نفس الشخص الذي كان يتكء على عامود الكهرباء ليلاً ...وبسرعة أخذت أفترس ملامحه أكثر وأكثر ... نعم أنه هو ... كم أنا غبي!!!!! انه الغريب الذي استوقفني في قهوة النوفرة ....اسمه ( محمد ... على ما اذكر ).....
ومرت ثوان قبل وصولي لمرمى وجهه .. حيث تداعت أمامي كل الصور ..
مرت ثواني قبل أن أرى ابتسامة عريضة تفترش وجهه لن أنساها ما حييت.. ونظرة لم أستطع حل شيفرتها الى الآن ...
بادرني بتحية الغائب عن شخص يعرفه منذ سنوات ..



- محمد : كيفك يا اسامة ؟؟

- وبكل تملق - الحمد لله ... من أنت ؟؟؟؟وماذا تريد؟؟؟.. وبلهجة أخذت بالارتفاع ..



- لماذا تتكلم معي بهذه الطريقة ؟؟؟ ماذا فعلت لك؟؟؟ ...

.وأخذ صوته بالانخفاض شيأً فشيأً كأنه يتضرع ويترجى ..



- اسامة : وبصوت واثق...
لا تعلم ماذا فعلت ؟؟ لماذا تتبعني ؟؟ ماذا تريد مني ؟؟؟ من أنت ؟؟؟!!!




- الغريب : بصراحة.. أنا لا استطيع انكار اني فعلاً اتبعك في كل الامكنة التي تذهب اليها ...لكن ( وبحسرة شديدة )



- اسامة : ولكن ماذا ؟؟ من انت ؟؟ ماذا تريد مني ؟؟؟ ومن يدفعك لتلاحقني ؟؟ اجبني الآن وإلا اريتك نجوم الظهر ..



- اسامة: لماذا تكلمني بهذه الطريقة ؟؟ أنا اسمي محمد كما قلت لك ... ولا اريد منك اي شئ ولكن بصراحة ولن اخجل منها ورجاء أن تفهمني جيداً ...



- اسامة : اجبني بسرعة قبل أن أفقد أعصابي ..( واخذ صوتي يعلوا ويرتجف ..)
محمد: أنا يا اسامة منذ أن رأيتك أول مرة في القهوة .. أحسست أني أعرفك منذ سنوات طويلة ..... وبصراحة أكثر لقد تاكدت انك الشخص الذي أبحث عنه خاصة عندما عرفتك عن قرب أكثر عندما تتبعت اخبارك وحياتك وبصراحة ان اعجابي بك يزداد يوماً بعد يوم وبصراحة أكثر لقد تأكدت اني احبك فعلاً ...




- اسامة : (وبدأ الدم يغلي في عروقي كلما تابع محمد في حديثه ) هل أنت مجنون ؟؟!! هل أنت معهتوه ؟؟!! أجبني ؟؟






- محمد :لماذا تكلمني بهذه الطريقة ؟؟؟ هل اذيتك في شيء ؟؟ وهل هكذا تقابل شخصاً يحترمك ويحبك ويعشقك بكل جوارحه ... (بحسرة شديدة؟؟!!)

- اسامة : لأ يبدو أنك مجنون رسمي !!.... اغرب عن وجهي قبل أن اريك ما لم تراه في حياتك ....




- محمد: سامحك الله .. ولكن بالرغم ما تقوله .. فأنا احبك .. اعشقك ... ولن يستطيع أن يحرمني منك أي شخص في هذه الدنيا .. ومهما فعلت .. سأظل أحبك .. وستظل حبيبي

- اسامة : - وبحركة مجنونة ينهال على وجه محمد بضربة قوية تقذفه بعيداً – هل أنت عفريتي ...

4العفريت ...... Empty رد: العفريت ...... الثلاثاء يونيو 03, 2008 11:43 pm

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

محمد : يبدأ بالضحك بصوت عالي .. نعم أنا عفريتك لو أحببت .. ولكنك مهما فعلت سأبقى احبك وستبقى حبيبي .. وأنا لم أصدق نفسي حين وجدتك .. ولن أتركك تبتعد عني ... فأنا ابحث عنك منذ عشرات السنين ..

- اسامة : يفتح باب غرفته ويرتمي الى سريره مذهولاً ... أخذ يفكر في أن لا يفكر في شئ سوى أنه يريد النوم ... النوم ... النو


أشعل اسامة لفافة أخرى وأكمل حديثه :

وفي تلك الليلة لم يغمض لي جفن .. بل صارت الأفكار تتقاذفني يميناً تارة وشمالاً تارة اخرى ..
من هو ؟؟ هل أنا أحلم بما حدث معي ؟؟؟ وماذا يقصد بكلامه ؟؟ ما معنى ما يقول؟؟
وأحسست بأضواء جارتي الأرملة تضاء وتطفأ .. ولكني في عالم آخر الآن .. لن تستطيع تلك الأضواء أن تخرجني منه ...!!!
وعندما جاء الصباح مبشراً بيوم جديد .. كنت ما زلت على آثار وأحداث اليوم السابق..
واستمرت تلك الذكرة لفترة أربعة أشهر ...
حيث كل الأمكنة هي ملك لذلك العفريت .. هو موجود في كل مكان أتواجد به فكان يرافقني في علاقتي بحبيبتي ناديا .. وكان يراقبني في المعهد وفي العمل .. وكنت أحياناً أراه و في كثير من الأحيان أشعر بوجوده حتى ولو لم يكن موجود فعلاً ....
وفكرت في كل الحلول لأتخلص من كابوسه .. ففكرت أن أذهب الى الشرطة لابلغ عنه .. ولكن ؟؟

5العفريت ...... Empty رد: العفريت ...... الثلاثاء يونيو 03, 2008 11:44 pm

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

- وفكرت في كل الحلول لأتخلص من كابوسه .. ففكرت أن أذهب الى الشرطة لابلغ عنه .. ولكن ؟؟!!! ماذا أقول لهم .. هناك شخص يحبني ... لا .. لن أستطيع قولها ..
فكرت أن أضربه و أخيفه كما يخيفني .. وحدث أن رأيته أمام باب المعهد التجاري حيث أدرس ... فتوجهت اليه وكنت قد شحذت كل قوتي وشجاعتي وقررت ساعتها إنهاء الموقف ..
وعندما وصلت اليه ..أخذ يبتسم لي بكل براءة لم أرى مثلها في حياتي .. تغافلت عن كل المشاعر المحيطة بابتسامته .. وقلت له

- اسامة : يا أبن ... ألن تذهب عني .. وانهلت عليه ضرباً .. وكان في كل مرة أضربه فيها يعلو صوته بالضحك ويقول لي

- محمد: ..هل تضربني لأني أحبك ؟؟؟ مهما فعلت ستظل حبيب حياتي وعمري ...
هيا استمر بضربي أكثر أكثر .. وفجأة لا أستطيع الاستمرار بضربه لأني أشعر بذنب ولأن المارة في الشارع يتجمهرون حول المكان ولا أحب أن يسمعوا كلماته تلك ولكني أشعر بعيونهم تعاتبني وتنهال علي بالتأنيب لأني أضرب شخصاً ثيابه تدل على عدم أهميته ...


وفي أحد المرات فكرت في أن أتصالح مع هذا الشخص وآتيه بالحسنى كما يقولون علي أكسب مودته وأعرف حقيقة ما يحدث من حولي .. لأني لا أعرف حقيقة ماذا يجري ؟؟.. وماذا يحدث ..

وحدث أن وجدته جالساً على رصيف الشارع المؤدي لغرفتي المستأجرة .. فتوجهت اليه وعلامات وجهي المستعار تبتسم له ..
وقابلني بالابتسامة نفسها وأخذ نفساً عميقاً ووقف معاتباً لي!!!

- محمد: لماذا تأخرت حبيبي أسامة

- اسامة: هل تنتظرني ؟؟

- محمد: طبعاً أنتظرك ..



- اسامة: على كل الاحوال يا أخي يا محمد .. أنت لماذا تفعل بي وبنفسك هذا؟؟؟ .. أنت على ما يبدو ابن عالم وناس وبعدين يا أخي أنت شاب جيد وألف فتاة تتمناك!! ..هل تدرك ماذا فعلت بي؟ ... الرجاء منك أن تبتعد عن حياتي ...



- محمد : ان كلامك يزيدني تعلقاً بك لأنك انسان نبيل فعلاً تحاول أن تبعدني عن حبي لك .. لأنك تخاف على مصلحتي .. لكني أدرك يا حبيبي أن مصلحتي معك بجانبك .. مصلحتي أن أعيش اراقبك ولن أؤذيك بل اسمح لي أن أعيش معك ولكن بعيد عنك هذا هو قدري وكما قلت لك .. لم اصدق نفسي أني وجدتك والآن تريد ان تحرمني منك ..لا..لا .. وأخذ نفسه يعلو وينخفض ..



- اسامة Sadلم أستطع أن اتمالك نفسي ) وصرخت في وجهه : هل أنت مجنون ...؟؟؟
اتركني يا ابن ... دعني أعيش حياتي .. من أين خرجت لي ...وتابعت سيري كأن كابوساً آخر حط على رأسي وخاصة عندما رأيت هذا العفريت ينطوي على نفسه ويجلس على الرصيف يراقب كلماتي تلك وفي عينيه حزن ولوعة و.... لا أعرف

- استمريت بالمشي في ذلك اليوم ساعة ... ساعتين ... ثلاث .. لا أعرف ..

- ولكني وجدت نفسي امام بيت صديقي ادهم - صديق الطفولة - ومدفن اسراري والذي تخرجنا من المدرسة الثانوية معاً وكان يدرس هندسة ميكانيك في جامعة دمشق .....
ووجدت نفسي أطرق بابه بعد أن انقطعت عنه فترة أربع أشهر لم اعرف فيها طعم الراحة والسكينة ..
واحساس المراقبة والحصار لم يفارقني .
. احساس يمكن ان يشل كل طقوسك اليومية ...
ويحاصرك في ذاتك وحريتك..يصادر لك أحلامك وأشيائك التي تحبها..
وكنت قد فكرت كيف يمكن ان أحكي قصتي لصديقي ادهم ..
ولكني خفت أن يهزأ مني ومنها و...
وما أن فتح لي باب غرفته حتى بادرني بالقول :

- اسامة اين أنت يا رجل؟ ... مو معقول .. انا لا اصدق انك هنا على باب بيتي!! ... ادخل صديقي ... ما بك لا تتكلم؟ ... هل حدث معك شئ .. ؟تكلم ما بك ؟؟؟... هل حدث لعمي أبو اسامة شئ؟؟؟... أخفتني يا رجل ... تكلم ... ما بك ؟؟؟!!!



- اسامة : ارجوك دعني ارتاح أولاً وسأخبرك بكل ما تريده ( وكان مظهري شنيع وثيابي غير مرتبة وذقني غير حليقة ورائحة عرقي تفوح .. لأني وبكل بساطة لا اعرف كم ساعة مشيت) ...



- ادهم : ادخل صديقي ... وبدأ ينظر الي ويقول : هل أنت جائع ؟؟؟ سأحضر طعاماً ؟؟؟ أو يبدو انك عطشان ؟؟ ساجلب لك الماء ...
أحضر لي كل ما أراد ان يحضره ولكني فقط تناولت كوب ماء ... ونظرت اليه وبدأت عيني بالغرغرة ...
ولما انتبه لذلك ظمني اليه وقال لي:

- ادهم :مابك يا أخي ؟؟؟ أجبني ؟؟؟ ارجوك ... هل حدث ما يستدعي بكائك ... هل حدث شئ؟؟؟..
وبعد أن ارتحت واستحميت وأكلت ... بدأت بسرد القصة على أدهم بالتفصيل الممل ..
وكانت عيناه تراقبني .. وكانت علامات وجهه تتغير شيئاً فشيأً..
ولما انتهيت ..

6العفريت ...... Empty رد: العفريت ...... الثلاثاء يونيو 03, 2008 11:45 pm

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

.قال لي وبصوت رجولي يملؤه النخوة والحماس :

- أدهم:أين إبن هالحرام هذا بس دلني عليه؟ ...أين هذا الحيوان الذي أنزل دموع صديقي واخي ورفيق طفولتي ؟.... ولماذا لم تخبرني منذ ساعتها ؟... الله يسامحك ..



- اسامة : اعذرني صديقي ولكن ضرفي النفسي لم يسمح لي بالبوح حتى لنفسي لأني اعرف أنه ربما الآن قد تبعني حتى الى هنا ...



- ادهم : طمن بالك يا اخي واترك الباقي علي .. والآن أخبرني كيف صحة حبيبتك ناديا هل ما زالت تحبك ؟؟
وهل تراها كالعادة كل يوم .. وهل عفشك أبوها ام لا..ههههههههه



- اسامة (وبدأت همومي تزول وفعلاً ارتحت كثيراً وفي لقائي مع ادهم نسيت همومي كلها وقررت استعادة حياتي التي سرقها مني هذا العفريت ...)
ولكن بدأ أدهم يقول لي :

- ادهم: اسامة لماذا لا تراجع طبيباً يا اخي فانت نفسيتك منهكة من الدراسة والعمل ....)




- اسامة ( وما ان بدأ ادهم يقول هذا الكلام احسست انه لم يصدقني وانه يشفق علي ويعتبرني ربما مجنون ... وهو ما جعلني أستودعه بحزن اكثر يثقل كاهلي ...)


وما أن خرجت من عند أدهم .. حتى احسست أن الدنيا تأخذ مني باليسار ما أعطتني اياه باليمين .....
وأني الوحيد الذي يمكنه ان يمسح دموعه ...
وبدأ الطقس ينفخ علي نسمته الباردة معلناً فصل الشتاء الذي لطالما اعتبرته اجمل الفصول ....
وها انا اعود غرفتي وحيداً مرة اخرى ... عفواً لست وحيداً فأنا أشتم رائحة عفريتي العفنة بالقرب مني يرافقني
................... ولذلك لم أجعل خطواتي سريعة لعلمي اني قد تعودت مراقبته لي ..... ولادراكي انه على ما يبدو – كما قال – قدري المحتوم ....





- زوربا : وماذا حدث بعد ذلك يا صديقي؟



- اسامة:حدث ما لم أكن اتوقع حدوثه ... ولو حتى مجرد التفكير بانه يمكن ان يحدث ........



- زوربا : ماذا حدث أخبرني ؟....



- اسامة : عندما وصلت الى غرفتي مثقلا بالهموم وأجر خيبة وكابوسا.. لا اعرف نهايته ....
حاولت أن ألملم نفسي وأن أستعيد ما حصل معي وأن أجد له حلاً ... بعد أن عجزت كل الحلول ...
وفي تلك الليلة كان البرد والريح يعصف في كل الامكنة وأصبحت السماء تمطر بغزارة ... فكان بابي الخشبي يصدر أزيزاً يشتت كل أفكاري ...فالتحفت الوسادة .. وتقوقعت على نفسي علي أتدفأ بحرارة جسمي ...
وها هي الساعة الثانية ليلاً تدق ....
وكان المكان موحش ... فالمطر خارج الغرفة ... والبرد داخلها ...وداخلي ...
فجأة داهمني النعاس ... وبدأت أدخل عوالمه..لولا أن صوتاً اخترق اذني .. فانتفضت من نومي وبدأت ألتفت حولي كالمجنون ... وها هو الصوت يزداد .. قوة .. نعم أنه صوت قرع على الباب ...
حاولت أن أتأكد من ذلك ففتحت عيناي أكثر ... نعم انه قرع على بابي بدأ يزداد ... ليس قرع حبات المطر فهو غير منتظم ...؟؟؟؟
وعندما تأكدت أن هناك من يطرق بابي ... صرخت من مكاني :

- اسامة:من هناك ؟؟؟
وأخذت الدقات تزداد قوة أكثر وأكثر ...



- اسامة: من هناك ؟؟؟!!!
ها هو صوت آدمي يخرج من خلف الباب : افتح يا أسامة ...
فنهضت وجسمي يرتجف خوفاً وتوجهت نحو الباب ....والصقت اذني على الباب : من هناك ؟؟؟
وبدأ الصوت أكثر وضوحاً ...يقول

- الطارق: افتح يا اسامة .. ارجوك فالامطار غزيرة هنا ...



- اسامة: من ؟



- الطارق: انا محمد



- اسامة: ماذا تريد؟ ( بصوت يرتجف ..)



- محمد: ارجوك ان تفتح لي وساقول لك
استجمعت قواي .. وفتحت الباب ...



- محمد : مساء الخير ( وكان الماء يتصبب منه ... وشكله كان مخيفاً..)



- اسامة : ماذا تريد؟



- محمد : هل ستتركني خارجاً دعني أدخل وسأقول لك .... رجاء .. رجاء ..



- اسامة : لم أستطع أن اطرده وفكرت أنها الفرصة المناسبة لاعرف ما هي قصته ... واحسم الموقف لصالحي أخيرًا......



- اسامة : ادخل ...
محمد ( يخلع معطفه الأسود الطيل ويعلقه على مسمار كان قد غرز في الباب ....و يدخل مباشرة ويتوجه لذلك الكرسي الوحيد في الغرفة ... وكأنه يعرف المكان مسبقاً



- اسامة : ماذا تريد مني ...



- محمد :بصراحة ( وكان يمسح الماء عن رأسه بيده ..) بصراحة .. لقدرأيتك تخرج من غرفة أدهم يوم أمس وقد كان وجهك حزيناً .. ولذلك لم استطع النوم ....واردت ان اطمئن عليك ....( وكانت عيناه تتفحص الغرفة ....)
وخطر ببالي أن ادهم ربما قد ازعجك ولذلك أردت اخبارك أن من يزعجك سيكون آخر يوم في حياته ...!
ومن يحاول ان يجعلك سعيد اً ( غيري ) سيكون أيضاً آخر يوم في حياته ....!
قال كلماته تلك وعيناه الشديدتي السواد تثقب الصمت في غرفتي ونفسي ....



- اسامة : انا ..

7العفريت ...... Empty رد: العفريت ...... الثلاثاء يونيو 03, 2008 11:46 pm

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

- محمد : ( يقاطعني ..) لا تحاول التبرير له ..... اعرف ما جرى بينكما من حديث ... ولكنه الغبي لم يصدقك .. واتهمك بالجنون ؟؟؟ سيدفع ثمن ذلك .....والآن حبيبي أتركك واحلامك .. واعتذر عن زيارتي لك في هذا التوقيت ... ( والتقط معطفه ورماه على يده الاخرى ... وابتسم لي ابتسامة خفيفة ... وقال :

- محمد:تصبح على خير يا حبيبي ...وخرج دون أن ينتظر مني أي كلمة .......
لم يغلق الباب خلفه بل ترك بابي و أسئلتي وخوفي خلفه مفتوحة على الرماد .....

توقف الزمن لحظات قبل أن تنزل دمعة حارة ... تحفر مكانها على الوجه المتعب والهزيل ....

لم يخطر ببالي سوى أن أخرج من الغرفة متوجهاً لبيت أدهم .... فكانت خطواتي تسابق خوفي عليه
... ساعة أو أكثر قبل وصولي لغرفته المطفأة الأضواء
وكانت الامطار تهطل على وجهي كالصفعات ..... وأخذت بطرق الباب دون أن أتوقف ....
وها هو الباب موصد امامي ... واستمر بالطرق ... وفجأة أسمع حركة خلف الباب .... ويبدأ الباب بالحركة وها هو صديقي أدهم يفتح الباب لي و كان وجهه ما زال نائماً ... وينظر الي بعيون خائفة :

- أدهم : اسامة ما بك ؟؟؟؟ ماذا حصل ؟؟؟
.... لم اجب بل ضممته وأخذت بالبكاء .. وكنت اسمع : ما بك يا صاحبي ؟؟ ماذا حدث ...
ادخلني غرفته ... وجلس بجانبي وقال لي :

- أدهم :يبدو أنك متعب ... دعني أعد لك القهوة ...



- اسامة : لا اريدشيئاً المهم أنك بخير ....
يبتسم

- ادهم : متل الحصان ..طول بالك صديقي .... أعلم ما حصل معك ... الله يكون بعونك ....



- أسامة : ( متفاجأً ) ماذا تعرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



- ادهم : لقد عرفت أن حبيبتك ناديا قد .... !!! الله يرحمها ...بس صديقي ...هذا قدرها لاتحزن ...



- اسامة : ماذا تقول.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



- أدهم :وقد تستغرب ما أقوله ولكن بالامس بعد أن ذهبت من عندي سمعت من جارتي أم فادي ... تعرفها ... انها قد اصيبت بحادث سير رهيب ... وقد وافتها المنية في المستشفى ...الله يكون بعون أهلها ...
أنا آسف لاخبارك ..لكنني ظننتك قد عرفت .....ولذلك لم استغرب وجودك هنا ... ان لله وان اليه راجعون .....يجب ان تكون مؤمنا يا اسامة .... بنت في عمر الورد ....




- اسامة : أنت ...أنت .... ماذا تقول .....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

- ادهم : اقدر شعورك صديقي ..لكنها الحياة !!!



- اسامة : لا ... لا ... ليست الحياة .. بل ... لا ... لا ..( واحسست بأن رأسي بدأ بالغليان وان جسمي يرتجف ...)
لقد سرق ... حياتي ..... دراستي ... عملي ........أصدقائي ....والآن حبيبتي!!!!!!!!!!
لقد صادر احلامي .....رغيفي...... ضحكتي .....!!!!!!!!!!!!!




- زوربا : (أهز رأسي بحسرة ... ): آ سف لم حدث ...!
ويخيم الصمت المكان ... وأكسره بسؤالي



- زوربا:وماذا حصل بعدها يا اسامة ؟؟؟؟؟





- اسامة : ( وبدأ يبتلع لعابه .. وغصت كلماته الأخيرة .. قبل ان يقول لي) : رجاء ان تتركني اليوم وساكمل لك غداً ....



- زوربا : لك ما تريد يا صاحبي ...
اسامة : يهز برأسه موافقاً .............................
وهممت بالخروج من غرفته وهممت بالخروج من غرفته ...لولا أن صوته اخترق ذلك الصمت والكآبةالقابعة في تلك الغرفة

وقال :

- اسامة:تمهل ..أرجوك لا تتركني وحدي ... فلقد تفتحت جروحي دفعة واحدة ....أرجوك ....



- زوربا : حسناً يا صديقي .... سأبقى معك لكنك لم تقل لي ماذا حصل بعدها _ بلهجة لا تخلو من الابتزاز _

- أسامة : نعم حسناً – أشعل لفافة وبدأ بالحديث - بعدما أخبرني أدهم بذلك الخبر الصاعق ... غادرت منزله على صوته يناديني :.... تعال يا اسامة .... لاتذهب ... ابقى الليلة هنا ...!!!

أخذت أمشي ولم انتبه لدموعي التي اختلطت بماء المطر المنهمر بشدة ....

مشيت وكان تفكيري مشتت ... وكانت كلماته(((اعشقك ... ولن يستطيع أن يحرمني منك أي شخص في هذه الدنيا .. )))

تجعلني أسرع في خطوتي كاني أهرب منها ومنه .......

وريثما وصلت الى حارتي وهممت بالدخول اليها لولا أن شدة المنظر المرعب الذي رأيته جعلني أقف متمسمراً في مكاني .. وعيناي تشوح يميناً ويساراً محاولة عدم تصديق ما يجري ....؟؟!!!!!

8العفريت ...... Empty رد: العفريت ...... الثلاثاء يونيو 03, 2008 11:47 pm

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

- زوربا : ماذا رأيت يا صديقي ؟؟؟!!!..

- اسامة : رأيت سيارات اسعاف وشرطة مبعثرة في كل المكان ... ورأيت جمهوراً من أهل الحارة ... يصرخون ..



أحضروا الماء ....

ورأيت أطفالاً محملين على حمالات .. وقد تشوهت أجسادهم بفعل النار التي كانت تنبعث من منزل الأرملة جارتي .....

رأيت ألسنة النار تخرج من منزلها بغضب لم أشهد له مثيل في حياتي ... رأيتها تنتشر في المنازل المجاورة ....وصوت النسوة والأطفال يعلوا ... يعلوا ...

رأيت باب غرفتي – أو ما تبقى منه يحترق وقد كسى الجدران لون أسود قاتم ...

رأيت رياح الشتاء وأمطارها تزيد من ارتفاع اللهيب وتأخذه لأماكن مجاورة ....( يتنهد ... ويخرج زفرة ...)

- زوربا : - بعينين مذهولتين ؟!!!!!!!!!- وماذا فعلت ؟؟؟؟

- اسامة : لم أصحو من تلك المفاجأة الا عندما اخترقت اصوات سيارات الاطفاء والنجدة صوت صراخ النساء والاطفال .... لتعلن وصولها متأخرة كالعادة ....ويباشر رجال بزي احمر اخماد ذلك الحريق ......

- زوربا : ما كان سبب الحريق ؟؟؟

- اسامة :قد سمعت احدهم يقول .. انفجار ثلاث اسطوانات غاز ...وآخر يقول بفعل فاعل أقسم أنه قد رآه بعينه .....

أما جارتي الأرملة التي قد تشوه وجهها ... واحترقت نصف ثيابها ... بقيت صامتة... ورمقتني أنا وما بقي من منزلها بنظرة ....وهي تغادر سيارة الاسعاف متوجهة للمستشفى ..................



وبعد اطفاء الحريق توجهت ومن معي من أهل الحي لرؤية تلك الغرفة .. أشلاء سرير أشلاء وسادة وبقايا كتب ....وجدران سوداء عارية .. ..

- زوربا : وماذاحدث بعدها ...؟؟؟



- اسامة: لملمت ما تبقى من ذكريات ...

- وغادرت تلك المدينة بكل عفاريتها ... وتوجهت الى هنا حيث أعمل في دائرة حكومية ... وأحاول أن اعيش باقي حياتي بعيداً عن كل ما يمكن أن يذكرني بكابوسي وعفريتي ذاك ....

( صمت اسامة ولم يتكلم بل توجه الى فراشه القريب والتحف وسادته .....)



تنهدت تنهيدة طويلة – وخرجت تاركاً صديقي هذا يخرج حشرجاته الدفينة منذ سنوات ......والتي أثقل بها كاهلي أيضاً بدون قصد ...

وأمست قصته تلك وعفريته ذاك جزءً من ذكريات .. قد تناسبنا وقد نهرب منها....



- النهاية -
31-1-2006

زوربا - سامر -

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى