منتدى كركبات
أهلا بكم زوارنا الكرام في منتدى كركبات

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى كركبات
أهلا بكم زوارنا الكرام في منتدى كركبات
منتدى كركبات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى كركبات

كركبات إجتمــاعية و ثقافيــــة

أهلا بكم في منتدى كراكيب ...
منتيات كراكيب السويداء ترحب بكم .. أصدقائنا في المهجر ودول الاغتراب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جمانة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1جمانة Empty جمانة الجمعة أبريل 03, 2009 8:33 am

ZORBA

ZORBA
Admin
Admin

(لابد أنها هي من قتلت نفسها )
قالها أحد الجيران عندما سأله الشرطي عن جمانة ....
دخل من بين الحشد المتجمع أمام بيتها شاب في عقده الثاني ليقول للشرطي بنبرة لا تخلو من حزن شديد:قتلها الفرح يا سيدي .......
يتبع ...

جمانة تلك الفتاة المدججة بالفرح منذ ولدت ... لم يتسع المكان لكل أحلامها الملونة .. فآثرت الرحيل بها الى هنا ، حيث مدينة الالوان .. الاصفر والأحمر والأزرق والوردي .( دمشق )
ومن غيرها من المدن يحتضن الاحلام الملونة ...
كان أبناء قريتها يصفون جمانة بأنها قد جلبت العار لقريتهم ...فهي الوحيدة التي اكتفت بأن تكون شهرزاد بلا شهريار ..ورفضت بابتسامتها البيضاء كل اثواب العيد السوداء ..ولبست وجهها الحقيقي أمام كل ابناء القرية ...


سالم هو الأخ الأصغر لجمانة ..كان ذو مزاج يشبه الى حد كبير مزاج الخريف ..
هادي هو الأخ الأوسط لجمانة ..كان قد حفر حفرة لرأسه منذ زمن طويل اسوة بأبناء القرية ...
فادي هو الشقيق التؤم لجمانة ..لم يشبه في يوم من الأيام تؤمه , كان شديد الانتقاد , قليل العمل , بائس بشكل مذهل ..


يتبع ....












لطالما كنت أعتنق مبدأ في الحياة التي أمضيتها.... الخصوصية امتياز لا يملكه الجميع... و انتهاك الخصوصية أيضاً امتياز لا يملكه الجميع..... أحياناً توجد الخصوصية لننتهكها و نعيشها من ثم تتجمع رماداً في ذاكراتنا، فمن أعطانا الحق في قراءة حياة كاتبنا المفضل؟!!!... سوى أن خصوصيته ملكنا منذ بدأ باعتماد العالم مكاناً لكلماته.... هنا تكمن مفارقة اللغة..... فهي تعطيك ذاك الامتياز و هي من تسحبه منك....

في غرفة متواضعة تقبع على كتف أقدم مدينة في التاريخ، حيث يخيل لك عندما تدخلها أنك أمام حالة من الفوضى المنظمة بشكل مذهل ، فلوحة على الحائط من رسم جمانة تقدم لك وجبة غنية من الشعور اللذيذ، وكذلك تلك الموسيقا التي تصدح من مسجل قديم تأخذك الى مدن السحر القديم وسراديب الأساطير ، ولا تنسى أيضاً أن تقلب بعض أوراق مرمية على طاولة وحيدة في الزاوية .. ستجد بلا شك كلمات قد صيغت بطريقة مسرفة في الالهام الرقيق ....
باختصار كانت غرفتها هي من سكنت جمانة وليس العكس ..
.......

كانت هناك مستلقية بهدوء.... و غطاء مرمي على الجسد الصغير يفضح تفاصيله.... ملتفاً على نفسه... خجلاً أن يخفي جمالاً لم ير مثله قبلا......لم أعرف كم طال بي الوقت أراقبها....فتحت عيناها لتجدني شارد الذهن أحدق في سلسلة فضية اللون تزين كاحلها الأيمن ... فاطرقت... وتراجعت خطوة لم تكن ذات أهمية.
استدركت مكانها.... نظرت بذهول إلي.... سحبت الغطاء و التحفت به..... و تركت لخيالي عناء استذكار التفاصيل.


يتبع...











لم أكن سوى بائع متجول ...أبحث عن زبائن مفعمين باليأس لأزرع بداخلهم الامل وأذهلهم ببضاعتي التي احملها في حقيبة جلدية بنية اللون...
كنت أصعد العمارات وأطرق الابواب وأقوم بحركات تسويقية ..وأتفوه بكلمات مبهرة ..كل ذلك في سبيل جذب زبائني لشراء بعض أدوات التجميل وأقلام الحمرة والعطور ..
وبينما كنت اطرق احد الأبواب فإذ به يفتح دون بذل اي جهد ...كان ما رايته داخل هذا الباب هو تلك الفتاة النائمة ، فقد نسيت ان تقفل بابها على غير العادة..
لا اعلم كم وقفت مذهولاً بتلك اللوحة الآدمية النائمة ..!!!
ربما دقائق وربما ساعات !!! لا ادري ..
يتبع ...











بضع كلمات اعتذار متلعثمة كانت كافية لتطوقني تلك الفتاة بنظرة قبول ورضا ..
بعد ذاك الموقف صرت اطرق باب جمانة كلما سنحت لي الفرصة ...لتراها ترحب بقدومي ..وتدعوني لفنجان قهوة قد تراقصت رائحة الهال منه لتجعل لقائنا أشهى ...
وبعد عدة فناجين من القهوة وبعض من كاسات الشاي بدأت جمانة تبوح لي بذاكرة معتمرة بالشقاء ...والفرح ..
لم تمنعها سنواتي العشرين من البوح لي أحياناً و ارتداء تلك الملابس شبه العارية والرقص أمامي بكل جسدها أحياناً أخرى...
كانت تعتقد صديقتي تلك أن الرقص هو بمثابة تطهير للذنوب ...!!
يتبع ...











وبكلمات غبية متسائلة ...سألتها :
وماذا يمكن أن تكون تلك الذنوب يا صديقتي الخارجة عن السرب بشكل طارئ ؟؟؟
اقترب رأسها الصغير من اذني ليهمس به بضع كلمات تخللتها أنفاس دافئة بدأت أستشعر حرارتها ...
الذنوب هي كل ما يمكن أن يجعلك تعيش سعادة أو فرحاً مفرط...
يتبع ...










وذات يوم طرقت باب جمانة وسارعت بفتحه ، لتستقبلني كعادتها بوجهها المزين فرح وابتسامات...
وبينما هممت باعداد القهوة سالتني صديقتي بصوتها ذو اللون الزهري ...
- هل ما زلت تغازل فتيات المدارس ؟؟؟؟؟
- طبعا - بكل اعتزاز وغرور مراهق -
- ممممممممم
جلست قبالتها ووضعت فنجان القهوة أمامها وأردفت بالقول :
- أنا يا صديقتي احب مغازلة فتيات المدارس ..وبخاصة اللواتي يرتدين جوارب ملونة ....
- ؟؟!!
- لانه لا أجمل من انثى تشعل ألواناً حيث تبدأ الأغصان بالتسلق ..
وبحركة نسائية متوقعة نظرت فتاتي الى قدميها العاريتين ...


كانت جمانة تردد على مسامعي دوماً :
كم أريد أن أدخن ولكني أخشى أن يعبق الدخان في جدران الغرفة ..
كم أتمنى أن اتسكع في الشوارع عارية ولكني أخشى أن يرمقني المارة بنظرة عهر ..
كم أحب أن أقبل شفاه ذاك الشاب الجالس على شرفة مقابلة لمكان عملي ولكني أخاف أن تبرد الشفاه بعدها ..
كم أتمنى أن امضي ليلة بين المقابر القابعة على اطراف قريتنا البعيدة ولكن قصص الخوف التي كانت ترويها لي جدتي ما زالت حاضرة في ذاكرتي ..
كم ارجو أن أستطيع في يوم من الايام أن أوقف هذا الألم المتوسد رأسي دون أن أضطر لأخذ البندول ...
كم ....
يتبع ...










اتمنى أن أغلق جوالي يوماً ولكني أخاف من المكالمات الفائتة ..
أتمنى أن أجلس على أرجوحة ذات حبال حديدية خوفاً من السقوط على حين سعادة قد تجعلني أغمض عيني ..
أتمنى ان تحصل معجزة ما وأتوقف حينها عن تعاطي الفوط النسائية المزعجة ...
أتمنى أن ...
يتبع ...











وفي يوم سألت جمانة :
ألم يخطر ببالك أن تتزوجي صديقتي ...
أجابتني بكل ثقة :
اسمع يا صديقي اللحوح
لكل انسان في هذه الدنيا مكان خاص به يكمن في زاوية من زوايا نفسه يسمى هذا المكان ( قصر الجنون)
وفي الحالة الطبيعية يكون هذا القصر هو ملاذ معقول لنا عندما تضيق بنا الدنيا ...وتقفل كل الابواب في وجهنا وغالباً نحن نفضل عدم مشاركة هذا القصر مع سوانا لاننا وفي الاغلب نعتقد بفكرة أن القصور الشاهقة والكبيرة يمتلكها ملك واحد أو مجنون واحد..
المهم يا صديقي وعندما يتزوج المرء يبدأ الشخص بتقليص مساحة هذا القصر ليفسح مكان اوسع للشريك الجديد ..
مع علم كل منهما بوجود هذا المكان في كل منهما ..
وفي حالات الزواج ( الطبيعي)تبقى قصور كل من الزوجين مع تقليص ملحوظ للمساحة ..وبالتالي تقليص مساحة الجنون ...
ولذلك فأنا أفضل أن أبقى على قصري وعلى جنوني ...

يتبع ...











فجأةاقتربت جمانة مني وأخذت تدس أنفها الصغير في ياقة قميصي ..
وباندهاش كبير سألتها :
ماذا بك ؟؟
لم يشغل بالها سؤالي كثيراً وتابعت رحلة الشم غير مبالية باندهاشي المتزايد
وريثما تراجعت ،وقالت وهي مغمضة كلتا عينيها :
آه منك ومن تلك الرائحة
للغياب رائحته الخاصة ..كذلك اللقاء ..كذلك الحزن ..والفرح ايضاً يا صديقي ..
ما زالت رائحة أقلام الرصاص والممحاة ورائحة التفاحة التي كانت تضعها لي أمي في حقيبة المدرسة تلاحقني ..
فما بالك برائحة قميصك تلك والتي لطالما تعودتها على حبيب لم يتبقى منه سوا رائحة هنا وهناك...
تابعت وكلماتها تشعرني بالذنب ..
هل تعلم أن للصباحات رائحة شجر السرو ..؟
وللفراق رائحة القهوة !
ولا تنسى كذلك أن لكل شخص رائحته المدموغة باسمه ..
فأين يمكن لنا أن نهرب من ذاكرتنا المليئة بالسرو والقهوة وأشخاص عرفناهم يوماً
يتبع ...












يتبع ...

لطالما كانت جمانة سبب الهامي واستمراري بالنظر للنصف الملئ من الكأس ...
وحدث ان تكالبت الهموم على رأسي بطريقة الغمر وحاصرتني المشاكل بطريقة هجومية غير معتادة ... وبدون ان اشعر توجهت قدماي الى جمانة رفيقة قهوتي ونديمة التفاؤل ...
طرقت بابها بكل حزني .. فتحت الباب بكل ابتسامتها الغامرة .. امرتني بالجلوس على اريكة قريبة ...
جلست امامها دقائق قليلة منتظراً البدء بعرض تلك الهموم والمشاكل ...
وما لبثت صديقتي ان تناولت يدي وحملتها الى فمها الصغير وقبلت كفها ...ثم اخذت تشمها بكل وجهها الأبيض الجميل ...
يتبع ..

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى