( الجلنار..و المدن )

حنظلة كتب:

( الجلّنار .. و المدن )

هناك قرب الجلّنار تحترق المدن..
و تتكئ الأحزان على كفّين من الرحيل.
هناك يعرّش الوقت على جلد الأوادم تارة..
و تارة ينكسر النهار .
مدن تصارع موتها القانئ و الرماد ..
و أنا أفكر بالحب كيف تعنكب بالردى ..!
يا هيكل الشمس المعتّق بالهجير ..
يا أيها الخوف المقيم في مفاصلنا..
أتعبتنا المدن .. فهل في البحر عناق لغريق ؟
مدن تحملق بعيون ليلكية ..
مدن تكبّلنا بشفاهنا ..
مدن شوهها الحريق و فضّ بكارتها الدخان.!
هناك قرب الجلّنار لا وطن يكتب أسماءنا بالتوت ..
لا منفى يسامرنا .. فيقهرنا السفر .
تضاجعنا الهموم في ليلة الحيض فنغرق في الشتاء ..
و قبائل تحرّم الدماء ثم تمارس ثأرها بعد صلاة العيد...!
تتهم النساء بالزنا و تضع الأقمار ليس في مكانها ..
وحوش الحرب أقحمت فينا الجثث..
فأزمن النزف في المقل .
شوارب تحكم المدن...
مذاهب تكفّر المدن...
دموعنا لا تحكم المدن ..
قلوبنا لا تحكم المدن ..
هناك عند الجلّنار .. ترفضنا المدن
فنهجر المدن ...
و يبقى الجلّنار وحده .. تحجزه المدن .
و نحن من خلف العسس ..
نمارس المدن ..!!