أذكر أني عندما وصلت هذه البلاد التي لا تعرفني ...منذ سنتين او اكثر...
بدات برسم خريطة للمكان ...وصرت اصول واجول في الشوارع علني اكتشف تلك الارض ...وباحثاً فيها عن سبل الرزق ، ومنابع المكاسب والتي قد هيئت نفسي من بلدي بان انهل منها ما استطعت
المهم دارت عجلة الحياة هنا وبدات بالعمل ..ثم العمل .. ثم ... العمل أيضاً ..
وفي غمرة العمل نسيت نفسي ... ورحت ابحث عنها هنا وهناك ..ورحت اسال نفسي عنها ... لربما ضاعت مني من دون أن ادري..
وفي أحد الايام جاء شخص قد تعرفت عليه صدفة هنا ، وعند وصوله استقبلته بحرارة ، ورحت ابحث في غرفتي عن كل ما يمكن أن اقدمه له كتعبير عن كرمي وسعادتي بزيارته الاولى لي ..
وفي سياق حديثنا اخذ يسالني هذا الشخص عن تفاصيل معيشتي هنا في الغربة ،أي متى استيقظ .. وماذا افعل في العمل ، وماذا افعل عندما اعود ظهراً ،واسالة روتينية كانت بمثابة تقرب مني ومد كان يعطيني اياه ليشعرني بقربه ..ويشكرني بطريقة غير مباشرة عن كرمي باستقباله عندي ...
وبدأ هو بالاسترسال بالحديث فقال متباهيا :
ما هذه الحياة المملة يا صديقي ...؟؟؟؟!!!
اذا بقيت بهذه الطريقة لن تستمر في عملك أبداً وسيغزوك الاحباط قريبا بدون شك ...
اجبته : فعلا ً كلامك دقيق . فحالة الملل بدات بالتسرب على حياتي فعلا .. ماذا افعل ؟؟؟ اخبرني ..
افترشت وجهه ابتسامة خبيثة ...وقال :
لابد لك من سوسة يا صديقي ...
يتبع .