كانت صوت الساعة تلك الليلة يدق و كانه اصوات الطبول . معلنا الواحدة بعدج منتصف الليل ، شعاع صغير من زاوية ما يتسلط على جسد يقبع في زاوية يتقوقع على نفسه صارخا من صقيع ليل غربة قاتلة ..محاولا ان يدخل الدفء الى اجزائه و لكن عبثا . و اخيرا قرر ان يتناول علبة أعواد الثقاب التي خزنها بين طيات زمن عابث علّه يلقى بها بعض من دفء . اشعل أول عود ثقاب و قربه من جسده و على الفور تجسد صورة فتاة في التاسعة من العمر تستصرخ المارة و مفترس يلاحقها بين ازقة عاتمة ... انتفض ذاك الجسد و اطفىء عود الثقاب و انكمش على نفسه اكثر فاكثر ممكسا بركبتيه باكيا الا ان الصقيع أخذ من الجسد حصة كبيرة فبدأت اصابع القدم تشعر بالخدر .. امتدت اليد و اخذت عود ثقاب اخر بخوف و اوقدته ، كان هذه المرة لهب العود اقوى نظرت تلك العيون محدقة بذاك اللهب .. فكانت صورة اخرى تتجسد و هذه المرة الى فتاة قطعت السابعة عشرة و بدات انثوتها تظهر معالمها .. و لكن ظهرت صور وجه قاسي يصرخ يستشيط غضبا من لا شي و وجه الفتاة يبدو باكيا و بين هذا و ذاك ظهرت صورة ملاك جميل بوجه بريء حاول ان يقرّب اللهيب اكثر و لكن اطفأ قبل ان يستوضح الرؤية . مما جعله يسحب عودا آخر و يشعله بسرعة برق .. و لكن للاسف كان هذا العود لهيبه حارقا جدا .... فقد ذهبت صورة ذاك الملاك ليحل مكانها صورة اخرى للفتاة و هي بسن الثالثة و العشرون تصرخ و تصرخ بألم ... و من حولها صور اطياف بيضاء اجساد اخرى تتراكض هنا و هناك و اخيرا عادت صورة الملاك للظهور من جديد و الدفء عاد يسري بالجسد مرة اخرى الا ان الهواء هذه المرة من اطفأ العود و تكررت محاولة ايقاد اعواد اخرى و كلها تعطي نفس الرؤية ... الان ان العود الذي توهج هذه المرة يجسد صورة ذاك الملاك مطروحا يلفه غطاء ابيض و اصوات عويل و نحيب .... و تلك الفتاة لا تظهر ابدا في الوهج الصادر .
انطفأ العود و لم تتوضح اي صورة و بالوقت نفسه كان الدفء يسري في الجسد ثم يعود ليتلاشى مع انطفاء الاعواد نظر الى علبة الاعواد فلم يكن هناك من اعواد متبقية سوى ثلاثة اعواد و صقيع اللليل يتغلغل اكثر فاكثر ... استجمع بعضا من قوة و اشعل عودا اخر و هنا لم يظهر اي شي الا وهجا ذو دفء اعاد الحياة لاماكن اغتصبها الخدر .. و قبل انطفاءه تناول العود ما قبل الاخير و اوقده ليظهر لهيبا اخر . و ها هي ذي الفتاة تظهر مرة اخرة في اللهيب منسكرة بعض الشيء تحمل اشلاء ما تملك و تسير في طريق مظلم . انطفأ العود و بقي آخر الاعواد فكان الخوف يلعب على وتر الذاكرة و تساؤلات كثيرة تدور و تدور حول إلهاب هذا الاخير ... و عند اتخاذ القرار و اشعال اخر عود كانت المعجرة كان لهب هذا العود مختلفا عن كل الاعواد الاخرى فاوقد ذاك الجسد و ملئه دفئا و اعادت الحياة اليه من جديد و كانها ولدت للتو . و خوفا من ان يفقد العود الاخير و لهبه الدافء اختار ان يسقطه على ما يملك من بقايا استجمعها من كراكيب غرفته لتشتعل و يكبر ذاك الوهج الغريب ... فقد كان القرار الاخير لذاك القابع ان يحترق بلهيب اخر عود ليعلن بداية روج جديدة لا تعرف صقيع اي غربة .
انطفأ العود و لم تتوضح اي صورة و بالوقت نفسه كان الدفء يسري في الجسد ثم يعود ليتلاشى مع انطفاء الاعواد نظر الى علبة الاعواد فلم يكن هناك من اعواد متبقية سوى ثلاثة اعواد و صقيع اللليل يتغلغل اكثر فاكثر ... استجمع بعضا من قوة و اشعل عودا اخر و هنا لم يظهر اي شي الا وهجا ذو دفء اعاد الحياة لاماكن اغتصبها الخدر .. و قبل انطفاءه تناول العود ما قبل الاخير و اوقده ليظهر لهيبا اخر . و ها هي ذي الفتاة تظهر مرة اخرة في اللهيب منسكرة بعض الشيء تحمل اشلاء ما تملك و تسير في طريق مظلم . انطفأ العود و بقي آخر الاعواد فكان الخوف يلعب على وتر الذاكرة و تساؤلات كثيرة تدور و تدور حول إلهاب هذا الاخير ... و عند اتخاذ القرار و اشعال اخر عود كانت المعجرة كان لهب هذا العود مختلفا عن كل الاعواد الاخرى فاوقد ذاك الجسد و ملئه دفئا و اعادت الحياة اليه من جديد و كانها ولدت للتو . و خوفا من ان يفقد العود الاخير و لهبه الدافء اختار ان يسقطه على ما يملك من بقايا استجمعها من كراكيب غرفته لتشتعل و يكبر ذاك الوهج الغريب ... فقد كان القرار الاخير لذاك القابع ان يحترق بلهيب اخر عود ليعلن بداية روج جديدة لا تعرف صقيع اي غربة .